وادان: مشروع مائي يتحول إلى مادة دعائية وسط تنديد شعبي

بواسطة محمد محمود ولد احمد

تشهد مدينة وادان جدلًا متصاعدًا عقب ما وصفه سكان محليون بـ"التحوير الخطير" لأهداف مشروع مائي تنموي، تم إنجازه في الأصل لصالح واحة المدينة وساكنتها. ويأتي هذا في وقت تتحضر فيه المدينة لاستقبال رئيس الجمهورية ضمن فعاليات مهرجان مدائن التراث.

وتعود تفاصيل القصة إلى سنة 2022 حين تم حفر آبار مائية في إطار مشروع تطوير وتنمية الواحات، وقد تم تنفيذ الحفر على أرض خاصة تبرّع بها مالكها لصالح الواحة، شريطة أن يتم استغلالها لخدمة النخيل وسكان المنطقة. غير أن رابطة التسيير التشاركي للواحة تفاجأت مؤخرًا بربط هذه الآبار بشبكة المدينة، تمهيدًا لاستخدامها في تغذية الحملة الرسمية حول "حلّ أزمة المياه" في المدينة، بدلًا من استغلالها للأغراض الزراعية كما كان مقررًا.

وتشير مصادر محلية إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تقديم الآبار كإنجاز حكومي خلال الزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية، في تكرار لما حدث سابقًا بمدينة نواذيبو، حين تم استخدام خزان مؤقت لتصوير مشهد وهمي لحل مشكلة المياه، قبل أن تنكشف الحقيقة بعد مغادرة الوفد الرئاسي.

وقد عبّر السكان عن امتعاضهم مما وصفوه بـ"احتقار لتطلعاتهم التنموية" و"تلاعب بمصالح الواحة وأهلها"، مطالبين بإعادة توجيه المشروع لأهدافه الأصلية، واحترام تعهدات الجهات الرسمية، وضمان استفادة حقيقية ومستدامة للمجتمع المحلي من المشاريع المرتبطة بالمهرجان.