"معا للحد من حوادث السير" تثمن أوامر الرئيس بخصوص السلامة الطرقية وتدعو للمزيد من التحسيس (بيان)

بواسطة عبد الله علي

"تلقينا في حملة "معًا للحد من حوادث السير" بارتياح كبير أوامر فخامة رئيس الجمهورية للحكومة في اجتماع مجلس الوزراء الأخير بضرورة تعزيز إجراءات السلامة الطرقية، وما هذه الأوامر الجديدة إلا تأكيدا لاهتمام قديم لدى فخامة رئيس الجمهورية بملف السلامة الطرقية، وهو اهتمام ظهر في أول اجتماع مجلس وزراء يعقده فخامة الرئيس بعد انتخابه رئيسا في العام 2019، حيث ناقش المجلس المنعقد في يوم 22 أغسطس 2019 بعد اجتماع التعارف، ملف السلامة الطرقية، وهو ما يؤكد أن هناك إرادة سياسية عليا حقيقية  للحد من حوادث السير في بلادنا.

وبوصفنا في حملة معا للحد من حوادث السير منظمة نشطة ميدانيا في مجال التوعية ضد حوادث السير، فإنه يهمنا أن نؤكد بمناسبة إصدار تعليمات رئاسية بتعزيز إجراءات السلامة الطرقية على ما يلي:

1 ـ تثميننا للإرادة السياسية، وتسجيلنا للتفاوت في التنفيذ

إننا في الوقت الذي نُشيد فيه بالإرادة السياسية الواضحة لدى فخامة الرئيس للحد من حوادث السير، إلا أننا نُلاحظ أن ترجمة هذه الإرادة على أرض الواقع من قبل الجهات الحكومية المعنية كان متفاوتا. ففي الوقت الذي تحققت فيه إنجازات ملموسة في بعض المجالات، فإن هناك ثغرات في مجالات أخرى، ما تزال تتطلب معالجة عاجلة وفعالة.

إننا نسجل بإيجابية التطور الذي عرفته منظومة الإسعاف والتدخل السريع في بلادنا خلال السنوات الأخيرة، وذلك من خلال نشر سيارات الإسعاف على شبكتنا الطرقية، وإطلاق مؤسسة العون الطبي الاستعجالي، إلا أن هذا الجهد الكبير سيظل ناقصا ما لم تُستكمل هذه المنظومة باقتناء مروحية طبية لضمان التدخل السريع والفعال في حالات الحوادث المميتة التي تقع في أماكن نائية، وبإنشاء نقاط تدخل سريع بآليات ثقيلة، ونقترح أن تكون البداية بإقامة نقطتين على الأقل على طريق الأمل، تحديدًا عند الكلم 100 وعند منعرج ومرتفع جوك، و يجب أن تتوفر هاتان النقطتان على آليات ثقيلة قادرة على إزاحة الشاحنات الكبيرة التي قد تنقلب وتسد الطريق لساعات، وكذلك الشاحنات التي قد تقع على سيارات صغيرة، مما يصعب الوصول إلى الضحايا بوسائل الإنقاذ التقليدية إلا بعد أن يكون قد فات الأوان؛

2 ـ  مطالبتنا بالمزيد من التوعية

لقد أظهرت ملاحظاتنا الميدانية في حملة "معًا للحد من حوادث السير" أن تحسن البنية التحتية للطرق، مثل ترميم طريق (روصو- نواكشوط) خلال السنوات الماضية، وترميم طريق الأمل مؤخرا، لم يؤدِيا بالضرورة إلى انخفاض حوادث السير، بل على العكس من ذلك، فقد شهدت هذه الطرق زيادة في الحوادث. وهذا مما يؤكد على أهمية التوعية في إنقاذ الأنفس، خاصة عندما تكون الطرق حديثة الترميم، فترميم الطرق يغري السائقين بزيادة السرعة، فينتج عن ذلك المزيد من حوادث السير المميتة.

 

بناءً على ذلك، فإننا ندعو في الحملة إلى المزيد من التوعية، والتي هي بالأساس من مهام المجتمع المدني من قبل أن تكون من مهام الإدارات الحكومية، ونُذكر هنا بمشروع "قافلة السلامة الطرقية الكبرى" الذي أعلنا عنه في الحملة منذ سنوات، والذي يهدف إلى إطلاق حملة تحسيسية كبرى تشمل كل شبكتنا الطرقية، من خلال التعاون بين الأجهزة الحكومية المعنية والمجتمع المدني، وهو تعاون لم يتم حتى الآن؛

3 ـ دعوتنا للوفاء بتنفيذ التزامات سابقة إنقاذا للأنفس

نُذَكِّر في هذا البيان بالرسالة الجوابية التي وصلتنا في الحملة مطلع عام 2020 من المدير العام للنقل البري بوزارة التجهيز والنقل، والتي تضمنت تعهدا بفرض سرعة قصوى على حافلات النقل العمومي، فلو تم تنفيذ هذا الالتزام في ذلك الوقت، لكنا قد أنقذنا بمشيئة الله تعالى الكثير من الأرواح التي فُقدت بسبب حوادث سير ناجمة عن السرعة المفرطة في حافلات النقل.

إننا نجدد الدعوة لوزارة التجهيز والنقل بضرورة التنفيذ الفوري لهذا الالتزام الذي تعهدت به منذ مطلع العام 2020، ولم تنفذه حتى الآن.

 

وفي الختام، فإننا في الحملة نؤكد مجددًا بأننا سنظل ملتزمين بجهودنا التوعوية، ومستعدين في الوقت نفسه للتعاون مع جميع الأطراف الحكومية والمجتمعية في كل ما من شأنه أن يحد من حوادث السير التي تشهدها طرقنا، والتي ارتفعت وتيرتها في الأسابيع الأخيرة بشكل مخيف"